السر وراء وادي هيزو الشيطاني (وادي الموت)

إذا أعجبتك المقالة, يمكنك مشاركتها عبر صفحتك في مواقع التواصل الإجتماعي

حالات كثيرة من الإختفاء ، و إختلال في الوقت و الشذوذ المغناطيسي الغير مُبرر، و الضباب الكثيف والغير العادي الذي يبدو وكأنه يبتلع الكائنات الحيّة، خلافاً على الناس الذين يذهبون إلى الجنون لأسباب غير معروفة ، كل هذا غيض من فيض من ما يحدث في منطقة مُعينة من “وادي هيزو” أو وادي الخيزران الأسود في الصين، حيث تجري في هذا الوادي الغامض العديد من الأحداث الغريبة والغير مبررة و يُحيط بتلك المنطقة الكثير من الألغاز حتى يومنا هذا.
يقع وادي هيزو على بُعد حوالى 100 كم جنوب غرب “جبل إيمى” فى مقاطعة سيتشوان جنوب غرب الصين، ويسمى وادي هيزو فى كثير من الأحيان بإسم “برمودا الصين” مساحته تبلغ حوالي 180 كيلومتراً مُربعاً وهو في الواقع مكان جميل حقاً من حيث الطبيعة الخلابة ولكنه مكان خطر جداً من حيث الأحداث الغريبة التي تجري بداخله، وكما أنه يعتبر موطناً لمجموعة متنوعة من النباتات والحيوانات الغريبة و النادرة.

الغريب في ذلك الوادي هو إختفاء الناس الذين يدخلون إليه و في المنطقة المحظورة في هذا الوادي على وجه الخصوص، في الواقع هذا الوادي كان يُسكنه شعب “يي” منذ العصور القديمة ، وكان لدى هذا الشعب العديد من الأساطير المُخيفة حول واديهم، وهم يقولون أن جزء من وادي هيزو ممنوع منعاً باتاً من الدخول ، والذين يحاولون الدخول إليه ستعاقبهم الأرواح القديمة، بمعنى أن الداخل في تلك المنطقة المحظورة مفقود لا محالة أو سيكون في عداد الأموات إلا من رحم الله كما يقولون، وفي الواقع أن العديد من السُياح والباحثين الغربيين والمُستكشفين والعلماء قد حاولوا مراراً و تكراراً معرفة أسرار هذا المكان ولكن دون جدوى، و الأدلة المحلية تقدم لنا جواباً واحداً فقط، وهو أن جزء من وادي هيزو يُسمى “بوابة الحجر” ومن يدخله لن يعود إلى الحياة مرة أخرى.

وفقاً لأجداد الأقلية العرقية لشعب “يي” كان هذا الوادي مهداً لقوة غامضة خارقة للطبيعة منذ آلاف السنين, وقد منعوا أبنائهم من الدخول إلى تلك المنطقة عبر التاريخ، وفي الواقع هُناك الكثير من القصص في العصر الحديث التي تقول أن الناس أو حتى الحيوانات الذين دخلوا عبر بوابة الحجر قد إختفوا عن الوجود دون أن يتركوا أثراً يُذكر.

السر وراء حالات الإختفاء والوفيات الموثقة التي حدثت في وادي هيزو

وادي الموت

في عام 1949 عندما أُنشئت جمهورية الصين الشعبية لأول مرة اختفى حوالي 30 جندي من جنود الكومينتانغ الذين دخلوا وادي هيزو، وعقب إختفائهم دخل ثلاثة من الكشافة من جيش التحرير الشعبى الصينى إلى الوادي لإيجادهم ولكن قد عاد واحد منهم فقط، وبعد أن عاد إستغرق الأمر بعض الوقت ليتذكر ما حدث له وحينما إستعاد ذاكرته تحدث عن قصة غريبة حدثت له في داخل الوادي، وقال إنه شعر ببعض الطاقة الغير عادية التي كانت تُحيط به و جعلته يشعر بالدوار حتى فقد الوعي تماماً بعد أن كان يحاول تتبع أصدقائه، ولكن آثارهم قد إختفت تماماً وفقدوا إلى الأبد.

و في عام 1950 إختفى ما لا يقل عن 100 شخص في وادي هيزو و السبب كان ولا يزال غير معروف، وفى عام 1976 إختفى أيضاً ثلاثة أعضاء من فريق سيتشوان لإستكشاف الغابات فى الوادي، كذلك تذكر التقارير إختفاء طائرتين كانت تُحلق فوق الوادي دون أن تترك أثراً و كانت هناك تقارير أخرى لا حصر لها عن عدد كبير من المفقودين الذين لم يعودوا من هذا المكان المُخيف.

هل الضباب الكثيف في الوادي سبب في حالات الإختفاء ؟ هناك ضباب دائم وغريب في ذلك الوادي ، و يعتقد البعض أن الضباب الكثيف الذي يستمر طوال اليوم تقريباً في الوادي يُمكن أن يكون أحد الأسباب الأكثر معقولية لإختفاء البشر و الحيوانات في المنطقة، بحيث أن الضباب قد يمنع الناس من العثور على طريقهم من خلال الغابات والأشجار الكثيفة في المنطقة، ومن المُمكن أيضاً أن الظروف الجيولوجية الخطرة و المعقدة هناك تعتبر سبباً في حالات الإختفاء وحالات الوفاة.

وفي عام 1962 زار فريق من الجيولوجيين وادي هيزو و عاد واحداً منهم فقط من الرحلة، و قال إنه فقد الشعور بالوقت عندما كان في وسط الضباب، و ذكر أيضاً سماعه لأصوات مُخيفة و غريبة في المنطقة، وقد أبلغ أشخاص آخرون عن فُقدان الوقت و التوجه إذ ويعتقدون أنه قد يكون هناك بعض الشذوذ المغناطيسي في الوادي، و لكن المُثير للإهتمام حقاً حول هذا الوادي أن بعض الخبراء قد قالوا أنه ليس من قبيل المصادفة أن مثلث برمودا الغامض في المُحيط الأطلسي و أهرامات الجيزة في مصر و وادي هيزو في الصين كلها تقع على نفس خط العرض! وما هو أكثر غرابة من ذلك أنه في عُمق وادي هيزو توجد جبال تُشبه الأبراج وهي على إرتفاع 3998 متراً فوق مستوى سطح البحر، وهي مُثلثة الشكل تماماً مثل الأهرامات في مصر, و مع ذلك لا تزال أسباب حدوث جميع الأحداث الغريبة في المنطقة غير مُحددة أو معروفة.

هُناك العديد من التكهنات لحل لُغز وادي هيزو المُرعب، ولكن لا إجابات علمية حتى الآن و الناس يضعون اللوم على قوى خارقة للطبيعة تسكن المنطقة, ولكن في الواقع لا يجب أيضاً أن نُقلل من قوة الطبيعة نفسها حيث يقترح بعض الباحثين أن حالات الوفاة و حالات الإختفاء التي تحدث في الوادي يُمكن أن تُعزى أيضاً إلى بعض العناصر السامّة والغير معروفة في الضباب الكثيف نفسه في بعض من أجزاء الوادي، على الرغم من أنه لا يوجد أي دليل يدعم هذه النظرية, وفي الواقع هُناك أيضاً تكهنات واقتراحات أخرى لبعض الخبراء بأنه قد تكون هناك حُفر أو خنادق في المنطقة قد تبتلع الناس و تخفيهم عن الأنظار، وربما يكونون قد سقطوا في أعماق الأرض حيث حوصروا لبعض الوقت قبل أن يلفظوا أنفاسهم الأخيرة، وكما ذكرت أيضاً أن الوادي يعج بعدد كبير من الحيوانات و النباتات البرّية وبعضها خطير وسام للغاية، إذاً كل الإحتمالات واردة.

وفي الحقيقة أنه على الرغم من جمال ذلك الوادي إلا أن الظروف الجيولوجية الخاصة به والسرّ الذي يُحيط به يجعله مكاناً مُرعباً للغاية، ونادراً ما يتم إزعاج تلك المنطقة من قبل البشر على مرّ التاريخ، وبطبيعة الحال ذلك يُعتبر سبباً رئيسياً في أننا لا نعرف إلا القليل جداً عن وادي هيزو الغامض و الخطير في الصين.

إذا أعجبتك المقالة, يمكنك مشاركتها عبر صفحتك في مواقع التواصل الإجتماعي
‫0 تعليق

اترك تعليقاً