كان السيد الفلكي العصا السحرية لمشاهير الفن والكرة وكبار رجال الأعمال، حيث سخر الجن من خلال أحد أخطر التعاويذ الخاصة «العزيمة البرهتية»، و التي تعد من أقوى و أشرس و أكثر التعاويذ شرًا و التي يقال أنها تحتوي على ثمانية و عشرون اسم من أسماء الله الحسنى بلغة يعرفها الجن جيدًا، فيجيبون إلى قائلها على الفور مطاعين له حتى لو كانت أكبر و أقوى عشيرة في الجن سوف تكون مطيعة له، و لا يعرف اللغة الصحيحة إلا أشخاص قليلون جدًا.
حادثة موت السيد الفلكي
كما ترددت أقاويل أن الجاني عفريت من العفاريت التي كان يستحضرها الفلكي الحسيني لتساعده في عمله، وكانت بعض الأحراز تثير علامات استفهام عريضة لدى الناس، عثروا مثلا على كميات كبيرة من اللبن الحليب، ومناديل ملوثة بدماء الحيض .
ومضت الأيام ولم يكن من المعقول ان تتجه انظار المباحث إلى حكايات الجن والعفاريت، فالشرطة في أداءعملها تخرج عن الأفكار العادية خارج نطاق القائمين علي العدالة, إلا أن تقرير الطب الشرعي جاء بمفاجأة من العيار الثقيل، فالقتيل لم يقتله أحد من بني الإنس، ولم يمت بهبوط حاد بالدورة الدموية، مما أعاد إلى الاذهان مرة أخرى، حكاية العفاريت.
هذا الفلكي الذي كان ينبأ بالمستقبل، لم يعرف أن يومه الأخير حافل بالمفاجآت، هذا الحادث كان من أغرب الحوادث التي واجهها المقدم علاء عابد (رئيس مباحث الهرم حاليا), ظل مختفيآ لعدة ايام ثم اكتشفوا جثمنه بعدها بايام و هو في شقته ملقاً على ظهره, وعلى وجهه اعتله اشد علامات الفزع و الرعب و الهلع.
لم يكن المثير في هذه القضية هو اتهام أقارب الفلكي الشهير لرشا الزوجة الشابة الحسناء، وإصرارهم علي تورطها في حادث مصرع السيد الفلكي 58 سنة, ولكن المثير هو تقرير الطبيب الشرعي، ومفتش الصحة أكد انه لايوجد سبب مقنع لوفاة الفلكي، فلم يجد الاطباء عند تشريح الجثة اي اثر للسم
لم يحدد تقرير الطب الشرع سببا مقنعا لوفاة الفلكي وتم حفظ الاتهام ضد الزوجة الشابة التي لم تدينها تحريات المباحث .. وظلت وفاة الفلكي لغزا مثيرا إذ لم ينته غموض هذه القضية, فقد حفلت معاينة المباحث لشقة الفلكي بمفاجآت عديدة!
كانت في غرفة نوم الفلكي الشهير صور لعشرات من نجمات السينما مثل ‘ف. ع’.. و ‘ح.. ت’.. و ‘م. ش’، مكتوب على الصور بعض الطلاسم, وأغلب الظن أن مهاويس هؤلاء النجمات هم الذين أحضروا هذه الصور لإجراء أسحار لهن, ولم يغفل رجال المباحث الاطلاع على أجندة هواتف الفلكي التي كانت تحتوي على المئات من أرقام هواتف مشاهير النجوم من أهل الفن, والكرة, والسياسة, وكذلك بعض الهواتف في دول خليجية.
وكما كان الفلكي في حياته مثيرًا للجدل كانت ظروف مصرعه شديدة الغموض, في البداية حينما تلقى رئيس مباحث بولاق الدكرور بلاغ من «رشا»، زوجة الفلكي السيد الحسيني بمصرعه في عيادة طبيب, في هذه الأثناء سارع شقيق الفلكي ليقدم بلاغًا إلى مدير مباحث الجيزة اتهم فيه الزوجة الشابة رشا بدس السم لزوجها.
أوضح شقيق الفلكي في بلاغه ان هناك اسبابا دفعته لاتهام الزوجة بهذه الجريمة, لانها كانت تصغر الحسيني بأكثر من 40 سنة فهي لم تتجاوز الثالثة والعشرين من عمرها.
شقيق الزوج أكد في اتهامه أنه شهد مشاجرة عنيفة بين رشا وشقيقه قبل الحادث بيوم, وتطورت المشادة لصراع بالأيدي، هددت بعده رشا بترك المنزل.
قررت المباحث استدعاء الزوجة، ومواجهتها بالاتهامات، بكت رشا ودافعت عن نفسها وأكدت أنها تزوجت الفلكي بعد قصة حب، كانت من أشد المعجبات بكتب الفلكي وأفكاره، وفرحت بشدة حينما عرض عليها الزواج.
كانت تقوم بدور منسقة ومديرة أعمال الزوج، تحدد له مواعيده وترد على مكالماته، كانت مبهورة وبهذه الحياة الجديدة كانت تشعر أن الفلكي يحبها بجنون, بينما أكدت رشا في أقوالها أمام الشرطة أن بعض أشقاء زوجها كانوا يطمعون في أمواله, لذلك حاولوا إثارة المشاكل بيني وبينه، بل إنهم طلبوا منه صراحة تطليقي، وكاد الحسيني أن يفعلها في احدي المرات.
وقبل الحادث بيوم حدثت مشاجرة عنيفة بين الفلكي وزوجته التي كادت تترك الشقة، لولا تدخل والدها، وبدأت رشا تفسر ماحدث لزوجها أنه من تأثير الخمور التي كان يعشقها .. وذكرت: «فوجئت بتدهور حالته الصحية وإصابته بدوار وقيء مستمر, فقمت بنقله لأحد المستوصفات في نفس العمارة التي نسكنها ولكنني فوجئت بمصرعه, وأصابني الذهول من اتهامي بقتله».
قررت النيابة حفظ القضية واستبعاد الشبهة الجنائية ليبقي حادث مصرع الفلكي الشهير لغزًا محيراً, و اللغز الاكبر ماهو الشئ الذي أدى بفزعه بهذه الطريقة و أدى الى مصرعه و ماذا رأى قبل وفاته.