عمر خورشيد كان من أشهر الفنانين في العالم العربي, ولكن توفّي بطريقة غريبة وتنبّأ بطريقة وفاته صديقه الجنّي ذو ال1700 عام.
القصة يرويها الكاتب حسن الحفناوي, وأسرد التفاصيل في مقالة نشرت عبر جريدة الكواكب;
في ذات مساء كان عمر وحده في المكتب يراجع عملاً فنّياً جديداً, إنقطع التيار الكهربائي فأوقد بعض الشموع ووزعها في أرجاء المكتب الضيق ليكمل عمله, لكن تيّاراً هوائيّاً غامضاً كان يطفئها كل مرّة, فيعيد عمر إشعالها.
ولمّا تكرر الأمر أكثر من مرة ضحك عمر وقال محدّثاً نفسه في سخرية: هو فيه عفاريت هنا ولا ايه؟ وحينئذ سمع صوتاً عريضاً يقول له: لا يا عمر .. أنا مجرد صديق! خاف عمر من هول المفاجأة وقفز من فوق المكتب وانطلق إلى الخارج وهو لا يصدق أنه سمع الصوت, وحاول أن يؤكد لنفسه أنها مجرد تهيئات.
وفي ساعة مبكّرة من صباح اليوم التالي ذهب عمر إلى مكتبه ليجد شيئاً أصابه بالذهول والخوف, فقد وجد أن الشموع مشتعلة دون أن تنصهر رغم تأجج النار فوقها وقد كانت مطفئة عندما هرب من المكتب مساء أمس, حاول إطفائها ولكنا لم تستجب لتيار الهواء المنبعث من فمه, فأحضر قطعة صغيرة من الخشب وراح يضغط بها على الشموع الواحدة تلو الأخرى, فاشتعلت قطعة الخشب في يده بينما ظلت الشموع مشتعلة وكأنها تتحداه.
ولم يجد عمر شيئاً يبعث بالطمأنينة في نفسه سوى القرآن, فأحضر مصحفاً وراح يقرأ منه سورة “يس” وماهي إلا دقائق معدودة حتى انطفأت الشموع دفعة واحدة. وبينما كان يقرأ القرآن شعر بيدين قويتين تضغطان على كتفيه, فراح صوته يعلو شيئاً فشيئاً بآيات الله حتى ابتعد ذلك القادم المجهول.
ولم يشأ عمر أن يخبر أحداً بما حدث خشية أن يتهم بالجنون أو الإيمان بالسحر والشعوذةوقرر الإحتفاظ بهذا السر لنفسه, بينما تطورت الحكاية إلى أبعد ما يتصوره العقل, فقد أصبح هناك إتصال مباشر بين عمر خورشيد وذلك الزائر المجهول الذي إتضح أنه “جنّي مسلم” يأتي إليه ليحادثه بالساعات, وتوطّدت العلاقة بينهما حتّى أصبح في مقدور عمر استدعاءه في أي وقت يشاء بمجرد ذكر كلمات ليش لها معنى.
ذهبت إلى عمر في يوم من الأايام لنتفق على قصة سينمائية, رفض عمر العمل الذي قدمته له وقال: أريدك الآن أن تكتب فيلم عن انتقام الأرواح ولتبدأ فوراً بها, وإذا لم تكن لديك فكرة جاهزة عليك بإحضار مقالات عن الأرواح والأشباح.
وبعد أيام ذهبت إلى عمر ومعي فكرة الفيلم المطلوب, وما إن قرأها حتى ارتسمت علامات الفرح على وجهه وتحمس لإنتاجها في فيلم مثير, وقال عمر: هل تعرف لماذا طلبت منك كتابة هذه الفكرة بالذات؟ لا تعتقد أنني أريد إنتاج أفلام إثارة بغرض التشويق فقط, ولكن هناك شيئاً آخر دفعني لذلك, ولأنني أثق فيك فسوف أخبرك بالحقيقة ولكن عليك أولاً أن تعدني بعدم إفشاء السر لأي مخلوق طالما أنا حي على ظهر الأرض.
فحكى لي كل الأحداث التي مر بها وكيف تعرّف على الذي أصبح صديقاً له, يأتي إليه كثيراً ليحادثه, فقلت له قل لي شيئاً مما قاله لك, فقال عمر: لقد قال لي أن عمره 1700 سنة!
قلت له هذه معلومة ليست بجديدة, فالجن معروف عنهم أنهم يعيشون آلاف السنين, فقال عمر بتردد: سأقول لك شيئاً سمعته منه لكن لم أفهم معناه .. لقد قال لي ذات مرة: وجهك معكوس على شظايا الزجاج! قلت: ألم تطلب منه تفسيراً لهذه الكلمات؟ قال: سألته وقال لي أنه بركان أحمر يتلألأ فوق جبال قاتمة السواد.
لم يفهم أحدنا معنى ذلك في وقتها, لكن ما حدث أن عمر اغتيل و مات في حادث سيارة ورشقت شظايا الزجاج في رقبته فانفجر بركان الدم الأحمر في أرض الموت اسوداء.
سبحان الله الذي لا يعلم الغيب أحداً غيره.