كلايد وبوني: واحدة من أهم القضايا الفدرالية

إذا أعجبتك المقالة, يمكنك مشاركتها عبر صفحتك في مواقع التواصل الإجتماعي

هناك مجرمين دخلوا عالم الإجرام من اوسع ابوابه حتى أصبحوا من اشهر المجرمين الذين عرفتهم الولايات المتحدة. وسنستعرض في هذا المقال واحدة من أهم القضايا الفدرالية, والمعروفة بقضية كلايد وبوني، او ما كان يطلق عليهما (روميو وجولييت).

كلايد بارو وبوني باركر هما اسمان اشتهرا بميولهما الإجرامية وتعطشهما للدماء, وقادا عصابة أسمياها عصابة كلايد وبوني، وقد كانت نهايتهما مؤسفة ووحشية كما كانت جرائمهم .

الولادة والنشأة

ولد كلايد تشيستنت بارو في ولاية تكساس الأمريكية بجانب بلدة صغيرة تدعى تيليكو، وكان ذلك في 24 من شهر مارس من سنة 1909م، ومن المعروف عن كلايد أنه كان شخصا جذابا بشعره الكثيف وعينيه العسليتين اللتين يوافق لونهما لون شعره، ولكن هذا الشاب الوسيم لم يحظ بحياة الأشخاص الجذابين فقد كان أبواه يعانيان من فقر شديد وكان العائل الوحيد لهم.

أما بوني باركر فقد ولدت هي الأخرى بولاية تكساس ولكن في مدينة روينا وقد كانت حالتها أفضل قليلاً من كلايد حيث إنها ولدت لأب وأم عاملين، وكانت بوني جميلة جداً.

وفي مدينة دالاس كانت بداية التلاقي بين كلايد وبوني فبعد العمل المضني الذي اجهد عائلة بارو قرروا الانتقال مع أبيهم إلى مدينة دالاس في سنة 1922م وإدارة محطة وقود والعيش في غرفة صغيرة خلف المحطة، أما بالنسبة لبوني فبعد أن توفي والدها قررت أمها الانتقال إلى بلدة متواضعة بالقرب من مدينة دالاس للعيش مع امها حيث تزوجت بوني في سن السادسة عشرة, وبعد أن سجن زوجها في جريمة قتل ارتكبها اضطرت بوني للعمل نادلة في أحد المطاعم لتوفير لقمة العيش، ولكن كل هذا لم يكن كافياً فقد كانت بوني تسعى لشيء أكبر في الحياة ولمغامرة طالما أرادت أن تتحقق لها.

وبالنسبة لكلايد فقد كانت ملامح الإجرام واضحة عليه منذ الصغر، ففي عام 1926م اعتقل كلايد للمرة الأولى بتهمة سرقة سيارة، وخلال الأربع سنوات التي تبعتها قام بارتكاب سلسلة من السرقات في مدينة دالاس وخارجها، حيث كان كلايد قد غاص في عالم الجريمة واصبحت له عصابته الخاصة حيث يقومون باقتحام المحلات والمؤسسات وسرقتها, وفي عام 1930م التقى كلايد ببوني وكان اعجاب من النظرة الأولى وكان عمر بوني وقتها 19 سنة، وأحست بانها ستحقق معه المغامرة التي طالما حلمت وسعت لتحقيقها، وفي وقت قصير أصبحت بوني عضوة أساسية في عصابة كلايد حيث تقوم بقيادة السيارة فيما كلايد واعوانه يقتحمون الأماكن التي حددوها ونهب ما بداخلها.

ولكن هذه العلاقة لم تدم طويلاً ففي الثاني عشر من فبراير من نفس السنة شاعت اخبار بان هناك رجالا يجوبون البلدة بحثاً عن كلايد فعرف حينها بأن موعد المغادرة قد أزف فودع بوني بعد أن قطع عهداً لها بأن يعود في اقرب وقت، ولكن لم يدم هذا الوعد طويلاً إذ تم القبض عليه وهو يحزم حقائبه للمغادرة في نفس الليلة وزج به في السجن وكان ذلك في الثاني عشر من شهر فبراير من سنة 1930م.

بوني وكلاي

وفيما كان يتم الترتيب لمحاكمة كلايد، كانت بوني ورغم ارادة والدتها تأخذ فترة راحة من العمل لزيارة كلايد في السجن، وكان رفيق كلايد في الزنزانة فرانك تيرنر يستعد لمحاكمته الثالثة وهو على علم بأن هذه المرة سيكون الحكم عليه بالسجن طويلاً، فألمح لكلايد بأن عائلته تملك مسدسا في منزلها وأنه لا يعرف أحداً في الخارج لكي يهربه له لداخل السجن وطرح على كلايد فكرة أن تقوم بوني بهذه المهمة وإذا تمت سيقوم بتهريب كلايد معه، وعند سماع بوني للفكرة لم تتوانَ لحظة في تنفيذ ما قاله لها كلايد، وهربت المسدس في حقيبتها لكلايد وفي الليلة نفسها التي اتفق عليها تيرنر وكلايد على الهروب كان تيرنر قد حكم عليه باربع وعشرين سنة في السجن، ولكنه تقبل الحكم بكل برود نظراً لأنه سيهرب من السجن.

وبالفعل تم الهروب في تلك الليلة أثناء توزيع الحارس للطعام, لكنه تم القبض عليه بعد أسبوع من هروبه في مدينة ميدل تاون باوهايو وحكم عليه بالسجن 14 سنة، وفي واحدة من أغرب حالات إطلاق السراح المشروط تم إطلاق سراح كلايد في 1932 اي بعد أن قضى سنتين فقط من العقوبة المفروضة عليه, ولم يستطع كلايد أن يعود في ذلك اليوم إلى بوني، حيث إن رجال الشرطة كانت تبحث عنه في المدينة فذهب مع رفيقه تيرنر وقاما ببعض السرقات لمحطات الوقود والاسواق إلى أن تم القبض على تيرنر بعد هروبه بأسبوع واحد فقط، فعاد كلايد إلى بوني والتي كانت في شوق كبير لملاقاته وباجتماع بوني وكلايد بالاضافة إلى عضو جديد في عصابتهم اشتهر بسرقته للبنوك وهو رايموند هاميلتون حيث قاموا بعدة سرقات متفرقة في أكثر من ولاية.

أول جريمة قتل

كلايد وبوني

في أحد عمليات السطو التي كانوا يقومون بها أشهر شرطي مسدسه في وجه كلايد فأطلق كلايد عليه النار وأرداه قتيلاً وكانت أول جريمة قتل لكلايد، ولعلها كانت بداية النهاية بالنسبة له ولبوني، فأصبحت عصابة كلايد تطلق النار على رجال الشرطة وترديهم قتلى، حتى أصبحت البنوك تظهر المال وتسلمه الى السارقين عند معرفتهم بأن من يقوم بسرقتهم هما بوني وكلايد, وعندما تم القبض على هاميلتون في ولاية متشيغان انضم عضو آخر للعصابة واسمه بوك وهو شقيق كلايد، ولم يكن قد مضى زمن طويل على خروجه من السجن، بالإضافة إلى زوجة بوك الآنسة بلانشلي, واستأجرت العصابة (كاراجا) بسيطا كمأوى لهم بمنطقة جوبلن بولاية ميسوري ولكن الفضول والاشتباه دفع جيرانهم لابلاغ الشرطة، وفي ظهيرة الثالث عشر من ابريل من سنة 1933م اجتمع أفراد من الشرطة وجرى تبادل لاطلاق النار بين أفراد العصابة ورجال الشرطة نتج عنه موت ضابطين، وبصعوبة تمكنت عصابة كلايد وبوني من الهرب مخلفين وراءهم فيلم تصوير يتضمن أشهر الصور التي تعرض للمجرمين حتى يومنا هذا.

كلايد وبوني اتضح من سرقاتهما اعتمادهما على السرعة والدقة حتى يكونا متقدمين على رجال الأمن بخطوة فتتوالى سرقاتهما دون توقف وبشكل سريع يصعب معه اللحاق بهم والقبض عليهم, وتتعرض العصابة لصدمة أخرى، ففي ولاية ميسوري وبمدينة بلات بالتحديد شكل كمين للعصابة من قبل ضباط الشرطة قتل فيها شقيق كلايد بوك والقبض على زوجته بلانشلي ولكن الثنائي كلايد وبوني وكعادتهما تمكنا من الهرب من يد العدالة مرة أخرى.

وفي رد صاعق قام الثنائي بوني وكلايد في السادس عشر من يناير 1934م بالهجوم على سجن الولاية الشرقي بتكساس وتحرير خمسة من الأسرى بينهم هاميلتون الرفيق السابق لهم والذي كان قد حكم عليه بمائتي سنة سجن وشخص آخر له دور مهم فيما بعد وهو هنري ميذفن من ولاية لويزيانا, ولكن هاميلتون قرر ترك العصابة والعمل وحيداً.

النهاية

عدد جرائم القتل التي قام بها كلايد وبوني لا يحصى وبخاصة قتل ضباط الشرطة, ولمع اسم كلايد وبوني في كل أرجاء البلاد ونشرت أخبارهما في الصفحات الأولى للصحف المحلية والاقليمية, وبعد جهد مضنٍ حددت الشرطة مكان العصابة حيث أفادتهم مصادر خاصة بتواجدهم في لويزيانا.

وفي ساعات الصباح الأولى في الثالث والعشرين من شهر مايولسنة 1934م أنهت طلقات فريق العميل فرانك هامر حياة اشهر مجرمين في التاريخ بعد أن قاموا بنصب كمين بالقرب من بلدة سايلز على جانبي الطريق السريع حيث أطلقوا النار بشكل كبير اخفى حتى معالم السيارة، وقد قدر عدد الطلقات بنحو167 طلقة منها خمسون طلقة مزقت جسد كل من كلايد وبوني.

بني وكلاي
إذا أعجبتك المقالة, يمكنك مشاركتها عبر صفحتك في مواقع التواصل الإجتماعي
‫0 تعليق

اترك تعليقاً