سنة 2020 هي سنة كبيسة فيها (366) يوماً، أي أنّها تزيد السنوات غير الكبيسة يوماً واحداً، ولكن ما هي السنة الكبيسة؟ لماذا هي موجودة؟ وكيف نحدّد السنوات الكبيسة وغير الكبيسة
يقول مكتب (ويب الهند اليوم): سنة 2020 هي من السنوات الكبيسة التي فيها (366) يوماً بدلاً من (365) يوماً في السنوات غير الكبيسة، ولكن لماذا يحدث ذلك؟ إذا كنت تتساءل عن سبب وجودها فإليك تفاصيل ومعلومات حول الغموض وراء هذا اليوم الإضافي، من أضافه ومتى؟ وكيف نحسب السنوات الكبيسة؟
أوجدت السنة الكبيسة بإضافة يوم واحد إلى التقويم مرة واحدة كل 4 سنوات لجعله يتزامن مع السنة الشمسية الفعلية، إذ يستغرق دوران الأرض حول الشمس (365.25) يوماً، أي يوجد ربع يوم إضافي كلّ سنة.
ولأنّنا إذا أخذنا كل ربع يوم 4 مرات فسيصبح يوماً كاملاً، قررنا أن يضاف هذا اليوم إلى سنة واحدة في كلّ 4 سنوات، بهدف مواءمة زمن السنة الشمسية مع التقويم.
ومن جهة أخرى، السنوات غير الكبيسة لا يضاف هذا اليوم إليها، وبالتالي تبقى (365) يوماً.
ماذا يحدث إذا لم تكن هنالك سنة كبيسة؟
في حال عدم وجود السنة الكبيسة وكانت جميع السنوات مكونة من (365) يوماً فقط، فإنّ السنة وفقاً للتقويم ستكون أبطأ من السنة الشمسية الفعلية.
ومع مرور السنوات، ستتسع الفجوة تدريجياً حتّى نصل إلى وقت لسنا قادرين فيه على تحديد في أيّ يوم أو فصل نحن!
إذا لم نصحح التقويم باستخدام فكرة السنة الكبيسة فإنّ السنة التقويمية ستتأخر يوماً واحداً كلّ أربع سنوات، وبعد 100 سنة ستتأخر 25 يوماً، وتدريجياً سوف تتسع الفجوة كثيراً حتى يصبح شهر شباط/فبراير شهراً صيفياً حاراً.
تاريخ السنة الكبيسة
يعود مفهوم السنوات الكبيسة إلى عصر المصريين القدامى الذين قسّموا السنة إلى (365) يوماً، ثم أدخلوا شهراً كبيساً في التقويم معتمدين على مراقبة علماء الفلك للنجوم واصطفافها آنذاك.
وظلت هذا الطريقة متبعة حتّى ضجر “يوليوس قيصر” منها، وبدلاً من الاعتماد على النجوم أضاف يوماً واحداً كلّ أربع سنوات إلى التقويم الجديد الذي سُمّي “التقويم اليولياني”، وذلك بناء على نصيحة عالم فلك اسكندراني يُدعى “سوسيجينيس” في العام (46) قبل الميلاد.
التقويم اليولياني كان أول تقويم يضم يوماً كبيساً إضافياً ثابتاً مرة كل 4 سنوات لتصحيح حالة عدم التوافق بين مدة السنة التقويمية ومدة السنة الشمسية الفعلية، ودخل حيّز التنفيذ في الأول من كانون الثاني/يناير عام 45 قبل الميلاد.
لاحقاً في العام 1582 ميلادي لاحظ العلماء وجود خطأ في التقويم اليولياني الذي كان يعتبر السنة الشمسية الفعلية تساوي (365.25) يوماً، إلّا أنّها كانت تساوي بدقة أكثر (365.2422)، وبالتالي فإنّ العمل بأنّ السنة تساوي (365) يوماً يعني أنّ هنالك 11 دقيقة إضافية كل سنة.
شعر البابا “غريغوري الثالث عشر”: بالملل من التقويم الذي وضعه “يوليوس قيصر”، ثم قرر إنشاء تقويمه الخاص وابتكر مفهوم “تخطي السنوات الكبيسة”
تمكّن عالم الفلك والرياضيات الألماني “كريستوفر كلافيوس” (1538 -1612) من وضع طريقة حساب السنة الكبيسة، وساعد البابا “غريغوري الثالث عشر” في إنشاء التقويم الغريغوري الذي قُبل كمعيار دولي للعديد من البلدان في جميع أنحاء العالم.
كم مرة يضم التقويم سنة كبيسة؟ وماذا يعني تخطي السنة الكبيسة؟
هل السنة الكبيسة تحدث مرة كلّ أربع سنوات؟ يظنّ الجميع أنّ السنة الكبيسة تحدث كلّ أربع سنوات وأنّ أسهل طريقة لحسابها هو أن تكون السنة الكبيسة تقبل القسمة على الرقم (4)، ولكن هذا ليس صحيحاً.
إذا أجرينا حسابات دقيقة، فإنّ كلّ سنة شمسية فعلية تحدث خلال 365.2422 يوماً، أي أقلّ من 365.25 يوماً، لذلك حتى لو أضفنا اليوم الإضافي أو اليوم الكبيس فإنّنا نتجاوز السنة الشمسية الفعلية بفارق قليل.
هذا هو السبب في وجود مفهوم “تخطي السنوات الكبيسة”، الغاية منه تصحيح الخطأ الحسابي البسيط والحفاظ على التقويم ثابتاً مع مرور آلاف السنين، وذلك عن طريق عدم إضافة اليوم الكبيس للسنة الكبيسة مرة واحدة كلّ عدة سنوات.
هذه الطريقة التي أوجدها البابا “غريغوري الثالث عشر” في الحفاظ على التقويم ثابتاً لسنوات طويلة مثيرة للإعجاب حقّاً.
التقويم الغريغوري كان آخر تقويم غربي يحدث فيه تغيير كبير، ولكننا في وقت لاحق سوف نحتاج إلى إجراء تغيير آخر لأنّ التقويم الغريغوري فيه خطأ بسيط أيضاً، بكل الأحول هذا لن يحدث إلّا بعد مرور (3030) سنة، أي ما يزال أمامنا وقت طويل قبل ابتكار التقويم الجديد.
لماذا أضيف اليوم الكبيس إلى شهر شباط/فبراير دون غيره؟
كان السبب الوحيد وراء اختيار شهر فبراير لاحتواء اليوم الإضافي هو أنّ باقي الأشهر فيها أيام كافية ولا تحتمل المزيد، علماً أنّ شهر شباط/فبراير آنذاك لم يكن يضم 28 يوماً كما هو الحال اليوم.
وفقاً للكتب التاريخية كان شهر شباط/فبراير يضمّ 30 يوماً، ولكن “قيصر أوغسطس” ابن شقيق “يوليوس قيصر” كان غاضباً من كون الشهر الذي يحمل اسم عمه (شهر تموز/يوليو) يحوي 31 يوماً، بينما شهر آب/أغسطس كان أقلّ من ذلك.
هذا السبب وإضافة إلى كون شهر آب/أغسطس شهراً مفضلاً لـ “قيصر أوغسطس” إذ فاز بالكثير من المعارك خلال هذا الشهر، فقد حذف يومين من شهر شباط/فبراير وأضافها إلى شهر آب/أغسطس.
كيف نحسب السنوات الكبيسة؟
يمكننا حقّاً حساب السنوات الكبيسة ومعرفة أيّة سنة سيكون فيها يوم إضافي.
نحن على علم أنّ السنوات التي تقبل القسمة على الرقم (4) هي سنوات كبيسة، مع وجود بعض الاستثناءات وفقاً للتقويم الغريغوري ومفهوم تخطي السنوات الكبيسة، والذي نصّ على عدم إضافة اليوم الكبيس إلى السنوات التي تقبل القسمة على الرقم (4) والمنتهية بالرقم (00) ما لم تكن هذه السنة قابلة للقسمة أيضاً على الرقم (400).
على سبيل المثال كانت سنة 2000 سنة كبيسة نظراً لأنها تقبل القسمة على الرقم (4) وكذلك على الرقم (400)، بينما كانت السنتان 1800 و1900 سنتين غير كبيستين نظراً لأنّ كلتيهما تقبلان القسمة على (4) ولكن لا تقبلان القسمة على (400)، وهذا مثال أيضاً على مفهوم “تخطي السنوات الكبيسة”.
والآن بعد أن عرفت كيفية حساب السنوات الكبيسة، يمكنك معرفة أيّ السنوات كبيسة بعد عام 2020 ميلادي، وهي:
2024، 2028، 2032، 2036، 2040، 2044، 2048، 2052، 2056، 2060، 2064، 2068، 2072، 2076، 2080، 2084، 2088، 2092، 2096، 2104، 2108، 2112، 2116، 2120، 2124، 2128، 2132، 2136، 2140، 2144، 2148، 2152 وهكذا على نفس المنوال.
السنة الكبيسة القادمة التي سيتم تخطيها هي سنة 2100.
قائمة السنوات الكبيسة منذ عام 1600
وفقاً للتقويم الغريغوري إليك قائمة بالسنوات الكبيسة منذ عام 1600 ميلادي:
1600، 1604، 1608، 1612، 1616، 1620، 1624، 1628، 1632، 1636، 1640، 1644، 1648، 1652، 1656، 1660، 1664، 1668، 1672، 1676، 1680، 1684، 1688، 1692، 1696.
السنوات الكبيسة بعد عام 1700:
1704، 1708، 1712، 1716، 1720، 1724، 1728، 1732، 1736، 1740، 1744، 1748، 1752، 1756، 1760، 1764، 1768، 1772، 1776، 1780، 1784، 1788، 1792، 1796.
السنوات الكبيسة بعد عام 1800:
1804، 1808، 1812، 1816، 1820، 1824، 1828، 1832، 1836، 1840، 1844، 1848، 1852، 1856، 1860، 1864، 1868، 1872، 1876، 1880، 1884، 1888، 1892، 1896.
السنوات الكبيسة بعد عام 1900:
1904، 1908، 1912، 1916، 1920، 1924، 1928، 1932، 1936، 1940، 1944، 1948، 1952، 1956، 1960، 1964، 1968، 1972، 1976، 1980، 1984، 1988، 1992، 1996، 2000، 2004، 2008، 2012، 2016، 2020.
ونلاحظ أنّ السنوات (1700،1800،1900) سنوات غير كبيسة نظراً لأنّها تنتهي بالرقم (00) ولا تقبل القسمة على الرقم (400)، بينما كانت السنتان (1600، 2000) سنتين كبيستين كونهما تقبلان القسمة على (400).
ماذا لو وُلدت في يوم 29 شباط/ فبراير؟
فرصة الولادة في اليوم 29 شباط/فبراير هي 1/1461، ويطلق على الأشخاص الذين وُلدوا في هذا اليوم النادر اسم “القفزات” أو “الشتلات”. في مدينة “أنطونيو” في ولاية تكساس في الولايات المتحدة الأمريكية يقيم الناس احتفالات مخصصة بأعياد الميلاد للأشخاص الذين وُلدوا في 29 شباط/فبراير.