في مطلع القرن العشرين تم اكتشاف 6 مومياوات تعود إلى حقبة ما قبل الأسرات وهي الفترة بين العصر الحجرى الحديث وعصر الأسرات فى مصر القديمة بالقرب من أنقاض مدينة جبلين المصرية القديمة و أول هذه الجثث التي تم استخراجها كانت جثة عرفت باسم مومياء جبلين.
عندما توفي رجل جبلين قبل حوالي 5500 عام تقريباً, وضع جسده في وضع الجنين ملفوفا فى حصير, ثم تم وضعة فى قبر مليء بالرمال عبارة عن حفرة فقط.
الى وقت قريب كان يعرف علماء الأنثروبولوجيا أن الحالة الاستثنائية لجثته المحفوظة جيدًا كانت بسبب الخصائص الطبيعية المجففة للرمل الحاره والجاف وليس الحفظ الاصطناعى (التحنيط).
توفي رجل جبلين فى فترة ما قبل الأسرات ولم يقم المصريون القدماء بتحنيط موتاهم (على حسب الاعتقاد).
تم الحفاظ على جثته جيدا لدرجة أنه لم تكن ملامح وجهه وشعره مرئية فحسب, بل كان بإمكان المقيمين على المومياء رؤية جرح يبلغ عرضه حوالى ( 2 سم) على كتفه الأيسر, لكن استغرق الأمر أكثر من مائة عام قبل أن يفهم الباحثون المعنى المروع لهذه الإصابة بعد دراسة المومياء.
فى عام الاكتشاف 1901 استحوذت والاس بيدج على جميع المومياوات الست من أنقاض جبلين للمتحف البريطاني, ثم عرضت مومياء جبلين و وضع فى نفس رمال القبر المحفوف بخط حجري الذي تم العثور عليه فيه.
وفي عام 2012 أحضر الدكتور دانيال أنطوان أمين الأنثروبولوجيا الفيزيائية في المتحف البريطاني وفريقه مومياء جيلين إلى مستشفى بوبا كرومويل فى لندن لإجراء عمليات مسح عالية الدقة لإنشاء مخطط تشريح افتراضي للجثة, وكشف الفحص مايلي:
- كشف الفحص للجثة على وجود بقايا مواد تحنيط مما دحض نظرية التحنيط التى كان مفادها ان المصريين القدامى لم يعرفوا التحنيط سوى بداية الاسرة الثالثة
- كشفت عمليات المسح التي أجريت على هيكله العظمي أنه كان يتراوح بين 18 و 21 عاما وقت الوفاة, و عندما تم فحص الجرح الموجود تحت كتف المومياء تمكن الباحثون من رؤية أنه كان جرحا مخترقا مر عبر لوح كتفه الأيسر وأضلاعه ورئته اليسرى, و لخص أنطوان أن هذه كانت إصابة مميتة لأنه لم تكن هناك علامات للشفاء حول العضلات والعظام. كما أن عدم وجود جروح دفاعية فى محاولة للوقاية من اعتداء او الدفاع عن نفسه يعنى أنه توفي بسرعة أثناء هجوم مفاجئ.
لذلك قرر علماء الأنثروبولوجيا فى المتحف البريطانى أن سبب وفاته هو طعنة في الظهر وأن طريقة الوفاة هي القتل.
استنتج كل من رينيه فريدمان ودانييل أنطوان و كلاهما علماء و امناء على المتحف البريطاني أن الجرح الناجم عن ثقب كان ناتجا عن أداة مدببة إما حربة مقذوفة أو خنجر مصنوع من النحاس أو الفضة هو الجاني على الأرجح, و أن الشفرات النحاسية والفضية بطول (15 الى 16.5 سم) وعرضها الأقصى من (4 الى 5 سم) كانت شائعة فى وقت مقتل رجل جبلين, و عندما طعن دخل النصل في ظهره لمعظم طوله.
و على الرغم من أن علماء الأنثروبولوجيا يعرفون كيف مات رجل جبلين إلا أنهم لن يعرفوا أبدا من قتله أو لماذا.