مثلث برمودا هو المكان الأكثر شهرة في العالم نظراً لما يُقال عن قدرته على إخفاء أيّ شيء يمرّ ضمنه.
خلال عدة سنوات، أكثر من 50 سفينة و20 طائرة (بما فيها الركاب) اختفت في منطقة مثلث برمودا الواقع في المحيط الأطلسي بين فلوريدا وبورتوريكو وبرمودا.
تعود التقارير حول حالات الاختفاء إلى عهد المستكشف كريستوفر كولومبوس، والذي وثّق حالات اختفاء لبعض السفن منذ العام 1800 ميلادي.
وعلى الرغم من ذلك لم نتمكن حتى الآن من الإجابة على الاستفسارات المتعلقة باختفاء السفن والطائرات فوق هذا المثلث.
في الأشهر الأخيرة سُلّط الضوء مجدداً على مثلث برمودا بعد العثور على جزء من حطام مكوك الفضاء “تشالنجر”، لم تعلّق وكالة “ناسا” أبداً حول ذلك، إلّا أنّ هذا الاكتشاف دفع الناس إلى المزيد من التعجب والتساؤل حول ما يخبّئه مثلث برمودا.
لنتعرف على بعض الأشياء التي فُقدت وعثر عليها في مثلث برمودا.
مفقودة: سفينة USS العملاقة
سفينة USS العملاقة هي إحدى السفن الأربع للبحرية الأمريكية التي كانت تُستعمل لنقل الفحم وما يماثله.
في عام 1918 انطلقت سفينة USS العملاقة من البرازيل وهي تحمل حمولة كبيرة جدّاً تزن حوالي (11.000) طنّاً من خام المنغنيز، على الرغم من أنّ السفينة مصممة لتحمل حمولة تزن (8.000) طنّاُ على الأكثر، وخلال أقلّ من شهر على إبحار السفينة اختفت هي وكامل أفراد طاقمها البالغ عددهم 306 فرداً من دون أن تترك أثراً.
وبعد مرور أكثر من مئة عاماً على الحادثة، انتشرت نظريات كثيرة حول سبب اختفاء سفينة USS العملاقة، قال البعض أنّ حمولة السفينة الزائدة هي السبب في اختفائها، آخرون ذكروا أنّ القراصنة الألمان أغرقوا السفينة لأسباب سياسية.
تحدث البعض عن عدم إصدار قبطان السفينة لأيّ نداء استغاثة، وآخرون ذكروا أن السفينة لم تكن مناسبة للإبحار مع هذه الحمولة الضخمة.
حتى الآن لم يُعثر على حطام لسفينة USS العملاقة وأصبحت أكثر لغز محيّر في تاريخ البشرية، فهل يكون مثلث برمودا هو السبب وراء اختفائها؟
عثر عليها: سفينة SS كوتوباكسي
سفينة SS كوتوباكسي بُنيت خلال الحرب العالمية الأولى، كانت سفينة سيئة الحظ عانت من الكثير من المشاكل، منها حادث في البرازيل وآخر في هافانا.
انطلقت سفينة SS كوتوباكسي في رحلتها الأخيرة في 29 نوفمبر/تشرين الثاني عام 1925، وهي محملة بشحنة من الفحم في طريقها إلى هافانا، وخلال يومين من الانطلاق وصلت رسالة استغاثة من طاقم السفينة، حيث كان الطاقم يواجه عاصفة استوائية قوية حينها، وبعدها انقطع الاتصال مع طاقم السفينة وغرقت في المحيط.
لم يُعرف مصير سفينة SS كوتوباكسي إلّا بعد 95 عاماً، وتحديداً في عام 2020، حين عُثر على السفينة قبالة سواحل فلوريدا قرب حدود مثلث برمودا، وتعرّف عليها عالم الأحياء “مايكل بارنيت” بعد 15 عاماً من التحقيق.
مفقودة: طائرة “فلايت 19”
“الرحلة 19” تسمية أطلقت على رحلة تدريبية قامت بها خمس قاذفات قنابل أمريكية، انطلقت من القاعدة الأمريكية في فلوريدا في 5 كانون الأول/ديسمبر عام 1945.
اختفت الطائرات الخمس مع كامل طاقمها المكوّن من 14 عنصراً، المثير للحيرة أنّ الاختفاء حدث فوق منطقة مثلث برمودا، فماذا حدث؟
بعد أن انتهت الرحلة التدريبية من إلقاء القنابل لاحظ قائد الرحلة أن البوصلة معطّلة وتشير إلى اتجاهات خاطئة، وأنّه قد أضلّ طريق العودة هو وجميع من في الرحلة 19 التدريبية.
كافح طاقم الرحلة 19 للعودة إلى برّ الأمان، وبعد وقت طويل أشارت لوحات التحكم أنّ الوقود على وشك النفاذ، الرحلة التدريبية إمّا أن تجد طريق العودة بسرعة أو ستغرق في المحيط.
اختفت طائرات الرحلة 19 بأكملها، والغريب أنّ طائرة الإنقاذ التي أُرسلت للبحث اختفت أيضاً، فهل يكون مثلث برمودا هو السبب؟
عثر عليه: المكوك الفضائي “تشالنجر”
في أثناء البحث المكثف عن حطام الرحلة 19 عند الحدود الشمالية الغربية لمثلث برمودا، عُثر على قطعة معدنية بطول أكثر من 4.5 متراً وعرضه كذلك أكثر من 4.5 متراً.
النمط الفريد للمعدن والأنابيب الحرارية أشار إلى إمكانية أن تكون هذه القطعة تابعة لمكوك الفضاء “تشالنجر”، الذي اختفى بدوره فوق الحدود المائية لمثلث برمودا.
إطلاق المكوك “تشالنجر” شاهده جميع من في الولايات المتحدة على الهواء مباشرة، حيث بُثّ الإطلاق حينها على التلفاز كون طاقم المكوك كان يضم أول معلمة “كريستا مكوليف” تختارها وكالة “ناسا” للصعود إلى الفضاء.
ولكن بعد أقل من دقيقتين على الإطلاق، انفجر المكوك الفضائي فوق مياه المحيط وسقط ضمنه وغرق جميع من كان على متنه.
