5 حضارات مفقودة لم تسمع عنها من قبل

إذا أعجبتك المقالة, يمكنك مشاركتها عبر صفحتك في مواقع التواصل الإجتماعي

ربما تكون حضارة المايا والأزتك هي أوّل ما يتبادر إلى أذهاننا عند سماع عبارة “الحضارات المفقودة”، ولكن يوجد غيرها العديد من الحضارات والممالك والإمبراطوريات الأقل شهرة والتي ظهرت واختفت عبر التاريخ الطويل، وسنتحدث في المقال التالي عن خمس من هذه الحضارات المجهولة:


1- مملكة “إكسوم”

مملكة اكسوم

يقول النبي ماني مؤسس الديانة المانوية: “هناك أربع ممالك على سطح الأرض، الأولى هي ممكلة الفرس في العراق وبابل، الثانية هي الإمبراطورية الرومانية، أمّا الثالثة فهي مملكة إكسوم والرابعة هي مملكة الصين”.

ويشير اختيار النبي “ماني” الثالث إلى واحدة من أقوى الحضارات في الألفية الميلادية الأولى، إنّها مملكة “إكسوم” التي نشأت في جنوب الصحراء في شمال أثيوبيا وأريتريا، والتي سيطرت على ساحل البحر الأحمر وشكّلت جزءاً أساسياً من طريق التجارة البرية بين آسيا وأوروبا.

صدّرت مملكة “إكسوم” العاج والمجوهرات الثمينة والحيوانات، واستوردت التوابل والحرير والأواني الزجاجية.

تخلّل تاريخ مملكة “إكسوم” بعض اللحظات الصعبة وخصوصاً عندما اندلعت سلسلة من الحروب بينها وبين الإمبراطورية الفارسية، وتعدّ مملكة إكسوم من أوائل الحضارات التي اعتنقت المسيحية في جنوب الصحراء الأفريقية.

يمكن للسياح القادمين إلى أثيوبيا اليوم مشاهدة آثار المملكة المفقودة، متضمنة المسلات الضخمة المرتفعة التي تميّز أماكن الدفن آنذاك، أيضاً يمكنهم مشاهدة كنيسة مريم صهيون التي أنشأها أفراد مملكة “إكسوم”، ويعتقد الكثيرون أنّ تابوت العهد يتواجد ضمن هذه الكنيسة.


2- حضارة “كارال”

2- حضارة "كارال"

قبل آلاف السنين من نشوء قبيلة المايا في أمريكا الوسطى ووصولها إلى قمّة ازدهارها، نشأت قبيلة أخرى تعدّ الأقدم في أمريكا الجنوبية، في موقع موافق لدولة بيرو حالياً، وذلك في الفترة بين 2000-4000 سنة قبل الميلاد.

تميّزت حضارة كارال المفقودة على خلاف الحضارات القديمة باهتمامها بالموسيقا إلى درجة كبيرة، وهذا ما تشير إليه بقايا المزامير المصنوعة من عظام الحيوانات، في حين لم يهتم أفراد القبيلة بثقافة الفنون البصرية، إذ لم يعثر علماء الآثار على أيّ منحوتات أو رسوم أو علامات على استخدام الفخار والسراميك.

وقد برع أفراد حضارة “كارال” بالهندسة المعمارية إلى درجة كبيرة، ولا تزال عاصمتهم المعروفة باسم “كارال سوب المقدسة” تحفظ إنجازاتهم المعمارية إلى يومنا هذا، متضمنة الأهرامات الضخمة والشقق السكنية والمدرج الدائري والساحات. أدّى اكتشاف حضارة “كارال” -والذي كان في تسعينيات القرن الماضي- إلى إعادة كتابة تاريخ البشرية في القارتين الأمريكيتين، وأثبت الاكتشاف أنّ المجتمعات البشرية المتطورة تعود إلى تاريخ أقدم مما يتصوّره الخبراء حالياً.


3- الأنباط

الانباط

الأنباط قبيلة بدوية نشأت في القرن الرابع قبل الميلاد في الصحراء العربية، وقد أسّس أفرادها بمرور الوقت مملكة قوية مستفيدين من سيطرتهم على الطرق التجارية بين شبه الجزيرة العربية وسواحل البحر المتوسط، فضلاً عن قوّتهم وذكائهم في المعارك.

كانت مدينة الرقيم عاصمة مملكة الأنباط وهي الآن تسمى البتراء وتقع في المملكة الأردنية، وتعدّ تذكاراً رائعاً لمملكة الأنباط، لا يمكن الوصول إليها إلّا عبر ممر ضيّق متعرج يطلق عليه اسم “السيق”، والذي يأخذ الزوار إلى قلب مدينة البتراء ليشاهدوا المباني المزخرفة المنحوتة مباشرة في الصخور والرمال، ومن بينها المعلم النبطي الأكثر شهرة على الإطلاق “معبد الخزنة”، الذي اشتهر بأنّه مكان اختباء المنحوتات والوثائق، وزادت شهرته بفضل الفيلم العالمي “إنديانا جونز والحملة الصليبية الأخيرة” الذي كان يبحث البطل فيه عن الكأس المقدسة الموجودة ضمن المعبد.


4- حضارة كوكتيني – تريبيليا

حضارة كوكتيني – تريبيليا

ازدهرت حضارة كوكتيني – تريبيليا، والتي عادة ما يطلق عليها اسم “تريبيبليا” فقط، بين القرن السادس والثالث قبل الميلاد، وكان لها دور هامّ في تطوّر الحضارة الأوروبية، وقد شمل نفوذهم مولودوفا الحديثة ومناطق واسعة من أوكرانيا ورومانيا، وعمل أفرادها بالزراعة وتربية المواشي.

أيضاً أبدع أفراد حضارة تريبيليا في صناعة الفخار والمنسوجات، واستخدموا الأفران المتطورة لصناعة الأواني والأوعية والكثير من القطع الأثرية المتميزة، إضافة إلى صناعة تماثيل خزفية شبيهة بالآلهة يُعتقد أنّه كانت لها أهمية دينية آنذاك.

من العادات الغريبة لدى شعب حضارة تريبيليا هي تدمير كامل منازلهم وبيوتهم كلّ 60-80 سنة، إذ تُشير الأدلة إلى حرقهم بيوتهم بأكملها وإعادة إعمارها من جديد، ولم يدرك المؤرخون الأسباب وراء ذلك إلى الآن.

ربما يكون هذا التدمير الشامل وإعادة الإعمار يخدم أهدافاً رمزية تحاكي دورة الحياة والموت في الطبيعة، وربما ظنّوا أنّ بيوتهم تمدّهم بطاقة حياتهم.

إلى الآن ما يزال يُطلق على البقعة الجغرافية الأوروبية حيث كانت تُحرق هذه البيوت اسم “أفق البيت المحترق”.


5- حضارة سانكسينغدوي

حضارة سانكسينغدوي

اكتشف علماء الآثار في عام 1986 اكتشافاً كان من شأنه أن يجعلهم يعيدون النظر في تاريخ الصين، مجموعة من المناجم الممتلئة بالكنوز في مقاطعة سيشوان في الصين، تضم أحجاراً من الياقوت وأنياب أفيال وقطعاً ذهبية وأعمالاً فنية من البرونز ما هي إلّا دليل على عظمة حضارة قديمة مفقودة، يتوقع العلماء أنّها كانت تعيش ضمن مدينة مسورة، يقع موقع حضارة “سانكسينغودي” على بعد 800 ميلاً من موقع حضارة “ِشانغ” التي عاشت في القرن الثاني قبل الميلاد والتي كان يُعتقد رسمياً أنّها أقدم حضارة صينية مؤكدة.

بعبارة أخرى، تخبرنا الكنوز المكتشفة أنّ حضارة متطورة ومستقلة اسمها “سانكسينغودي” نشأت في مكان بعيد عن موقع نشأة الحضارة الصينية المعروفة.

وازدهرت هذه الحضارة في الفترة الزمنية نفسها التي ازدهرت فيها حضارة “شانغ”، وقد اشتهرت بالأقنعة والمنحوتات البرونزية الرائعة والتي تميّزت بأشكالها الغريبة مع عيون بارزة وآذان ضخمة على شكل أجنحة، وأشكال أخرى كثيرة تدلّ على أنّها حضارة مميّزة وفريدة من نوعها من بين الحضارات الصينية. افترض بعض العلماء أنّ هذه الأقنعة تعبّر عن أشكال الأجانب القدماء الذين زاروا المنطقة، اعتقد البعض الآخر أنّ الأقنعة هي تمثيل للحكام والآلهة آنذاك، وقد استخدمت لأداء طقوس دينية لا نعرف شيئاً عن تفاصيلها.


حتى الحضارات القوية ذات النفوذ فُقدت واختفت مع مرور الزمن

المصدر

إذا أعجبتك المقالة, يمكنك مشاركتها عبر صفحتك في مواقع التواصل الإجتماعي
‫0 تعليق

اترك تعليقاً