طالما شغف الناس بقصص المدن المفقوده، كما ذهب المستكشفون في بعثات إلى أخطر الأماكن للعثور على ثروات الأسطورية لتلك المدن، كانت بعضها ناجحة حيث تم العثور على العديد من المدن المفقودة والمدهشة منها ما هو تحت الماء أو في الصحراء وفي الادغال وبين الغابات الكثيفة، ومع كل هذا لا تزال العديد من الأماكن القديمة الغامضة تندرج في عالم الأساطير.
اسطورة مدينة زرزورة
هناك روايات قديمة جداً تتحدث عن واحة أو مدينة قديمة فقدت وهي مخبأة في الصحراء إسمها زرزورة وتسمى كذلك” واحة الطيور الصغيرة” وهي مفترض أن تكون موجودة هذه المدينة في مكان ما في أعماق الصحراء غرب نهر النيل في مصر أو ضمن حدود ليبياوقد جاء اول وصف لها من قبل المؤرخين العرب في بداية القرن الرابع عشر ميلادي حيث جاء في كتاب الكنوز والذي يسمى أيضا كتاب اللؤلؤ الخفي والذي يتضمن قائمة طويلة للمواقع التي يوجد بها الكنوز الخفية، وقد وصف وصف دقيق لمدينة زرزورة حيث قال إنها مدينة بيضاء تقع في الصحراء مليئة بالكنوز نقش أحد أسوارها طائر يحمل في فمه مفتاح المدينة، ويجب على من أراد الدخول المدينة أن يأخذ المفتاح من فم الطائر ليتمكن من دخولها وأخذ كنوز الملك و الملكة الذين يحكمون تلك المدينة الخفية.
لكن على الباحث عن الكنوز أن يحذر الشياطين و الأرواح الشريرة التي تحرس الكنوز والمدينة الخفية ايضا، وقال إن هناك حراس سود عمالقة ورجال اشرار من العالم الآخر يرتدون ملابس سوداء وهم يحرسون الكنوز ولن يتمكن أحدا من أخذ شيء من الكنوز طالما أن الحراس الشياطين عليها.
كان المؤرخ اليوناني المعروف هيرودوت قد تحدث عن الأسطورة المعروفة باسم مدينة ديونيسوس التي فقدت في رمال الصحراء في مصر, ويمكن أن تكون إشارة إلى مدينة زرزورة, فقد كانت من طرف عالم المصريات الانجليزي جون غاردنر ويلكنسون 1797–1875 في كتابه (طبوغرافيا طيبة ونظرة عامة إلى مصر) قد نشره عام 1835 مستند في روايته على أحد الأشخاص العرب الذي قال إنه وجد الواحة أثناء بحثه عن جمله الضائع ،لكن ويلكنسون لم يوفر موقع محدد للمدينة.
أما المؤرخ العربي تقي الدين المقريزي 1364–1442 قد وصف هذه المدينة وقال انها تظهر بأشكال متباينة حيث قال إنها تظهر احيانا بصورة مفاجئة في الصحراء ليلا وأحيانا تظهر في النهار وقال ايضا يمكن الدخول إليها عن طريق بئر مهجور في الصحراء وقال إن البئر في أسفلها باب قديم متهالك وبجواره ثعبان اسود حارس, وقال إن أحد الأشخاص تجاهل الثعبان ودفع الباب باطراف أصابعه وإنفتح عن الزرزورة ووجدها جنة خضراء خصبة يتدفق من ينابيعها المياه ومليئة بالحيوانات وبها كنوز كثيرة، أو قد يظهر لرائي قصرا ذهبيا من بعيد كمقدمة للعثور على المدينة.
وقال المؤرخ الجغرافي المعروف عمر بن مظفر والمعروف بإبن الوردي 1290–1349 الذي قال إن رجل من مصر قد أتاه رجلا اخر وقال له أنه وجد المدينة في الصحراء فيها كنوز عظيمة, فتزود الرجلين بالزاد ومشوا مسيرة ثلاثة أيام فاشرفة مدينة عظيمة بها اشجار وانهار وثمار وطيور وقصور ،دخلا المدينة فوجدا الكثير من الذهب فأخذا منه ما استطاعا وخرجا، وذهب أحد الرجلين الى احد ولاة ذلك الزمان وأخبره بكل شيء وعن الذهب فأرسل الوالي معه جند وذهبوا إلى المدينة فبحثوا عنها طويلا ولم يجدوها كانت قد اختفت مرة أخرى.