كانوا يمارسون الزنا والشذوذ بعلانية حتى أمام الأطفال وفي الشوارع وكان يوجد بها بيوت للدعارة في كل مكان، وتنتشر غرف صغيرة لممارسة الرذيلة لا يوجد بها سوى فراش, كان تجارها وأكابرها يتلذذون بمشاهد إباحية حين يأمرون عبيدهم بممارسة الجنس مع الخادمات أمام أعينهم, كانوا يرسمون الصور الإباحية على جدران منازلهم أمام الأطفال والنساء والكبار, حتى أن الباحثين اليوم يعتبرون أن فن الخلاعة قد بدأ في هذه المدينة وكان مترفوها يتمتعون بمشاهدة المصارعة بين البشر والحيوانات المفترسة التي تنتهي بموت أحدهما.
وفي صباح يوم هادئ من عام 74م فجأة اهتز الجبل الذي يطل على المدينة, كان ذلك انفجار بركان ضخم ارتفع رماده إلى 9 أميال في السماء وخرجت منه كمية كبيرة من الحمم, ثم تساقط الرماد عليهم كالمطر ودفن المدينة تحت 75 قدماً.
ظلت المدينة مدفونة لمدة 1700 عام تحت كمية كبيرة من الرماد, وظلت كذلك قروناً طويلة حتى عثر عليها أحد المهندسين خلال عمله في حفر قناة بالمنطقة, واكتشف المدينة بعد أن غطتها البراكين وكل شيء بقي على حالته خلال تلك المدة بعد أن أصاب المدينة بكاملها العذاب وأهلكت.
تم الكشف عن الجثث وكانت المفجاءة انهم على نفس هيئاتهم وأشكالهم، بعد أن حلّ الغبار البركاني محل الخلايا الحية الرطبة لتظهر على شكل جثث إسمنتية، وأهلكوا على مثل ما هم عليه, فقد أحيطوا بموجة حارة من الرماد الملتهب تصل درجة حرارتها إلى 500 سيليزية بصورة سريعة جداً حيث غطت 7 أميال إلى الشاطئ, وتظهر الجثث على هيئاتها وقد تحجرت الأجساد كما هي, فظهر بعضها نائم وآخر جالس وآخرون يجلسون على شاطئ البحر وبكل الأوضاع بشحمهم ولحمهم.
وجد العلماء أنه لا توجد جثة واحدة يظهر عليها أي علامة للتأهب لحماية نفسها أو حتى الفرار, ولم يبد أحدهم أي ردة فعل ولو بسيطة, والأرجح أنهم ماتوا بسرعة شديدة دون أي فرصة للتصرف، وكل هذا حدث في أقل من جزء من الثانية.
والآن بعد أن أصبحت المدينة مزاراً سياحياً للسياح, بعض المناطق بها يحظر على الأطفال والأقل من 18 عاماً دخولها بسبب الرسومات الإباحية وخاصة على بعض المباني والحمامات التي كانت تعرض المتعة لزبائنها.
كانت تلك مدينة “بومبي” الإيطالية, قرية الفاحشة التي أهلكها الله وأصبحت عبرة لكل الأمم!