في يوم من ايام سنة 1989 تلقت الشرطة اتصالا من “لايل مينينديز” البالغ من العمر 21 عاما واخيه “ايريك مينينديز” البالغ من العمر 18 عاما يخبروا به الشرطة انهم عادوا من السينما ليجدوا والديهم مقتولين في قصرهم في بيفرلي هيلز .
خوسيه كان مهاجرا كوبيا شق طريقه للاعلى :
لايل وايريك كانوا اطفالا لخوسيه مينيندز , الرجل الذي جاء من كوبا مهاجرا مع عائلته في عام 1960 ليستقر ويكمل دراسته في امريكا ليحقق حلمه بحياة رائعة, خلال دراسته في الجامعة التقى خوسيه بكيتي و وقعوا في الحب ليتزوجوا بعد التخرج وينتقلوا الى نيويورك ليبدئوا ببناء حياة لعائلتهم الصغيرة في عام 1963.
رزق خوسيه وكيتي مينينديز في عام 1968 بأول طفل لهم وهو لايل مينينديز وبعده في عام 1970 رزقوا بابنهم الثاني ايريك مينينديز.
خوسيه الاب كان يقسوا على لايل وايريك ليكونوا اشخاصا ناجحين في المدرسة وحياتهم ايضا في المستقبل, نظرا لكونه شخص شق طريقه ليصل الى ماهو عليه الان ولكن كل هذا الجهد لم يسفر على اي تطور , طموح او نجاح في حياة ايا من ابناءه حتى انه في الاونه الاخيرة قبل مقتله قرر اخراج كلا ابنيه ايريك ولايل من الوصية.
كانت الجريمة مروعة لكن تداعياتها كانت مريعة اكثر :
كانت جريمة قتل مينينديز جريمة شنيعة وبربرية حيث قتلا بواسطة 15 طلقة من بندقيتين ناريتين بطريقة وحشية ليظن افراد الشرطة ان قتلهم كان بداعي السرقة, الانتقام او حتى المنافسين في العمل .
في ليلة القتل الاخوان مينينديز اخبروا الشرطة انهم كانوا في طريقهم للذهاب لحضور فيلم ولكن كان عليهم التوقف والعودة للمنزل لاحضار بطاقة هوية ايريك , حينها وجدوا جثث والدهم ووالدتهم واتصلوا ب 911 حيث تكلم معهم لايل بينما كان ايريك يبكي ويصارخ بشدة ما بدى واضحا خلال المكالمة الهاتفية .
في الاشهر التي تلت لم يتصرف اي من الاخوان مينينديز كأي شباب عثروا مؤخرا على والديهم مقتولين بطريقة وحشية ودامية , بدلا من ذلك تصرفوا كشابين ربحوا للتو اليانصيب , كانت ثروة خوسيه عندما توفي تقدر ب 14 مليون دولار , وفي غضون 6 اشهر من وفاته انفق لايل وايريك مايقدر ب70 الف دولار من ثروته . اشترى لايل ساعة رولكس , بورش ومطعما , بينما اشترى ايريك جيب رانجلر , مدرب تنس شخصي ب 50 الف دولار واستثمار 40 الف دولار في حفلة لموسيقى الروك لم تحدث قط .
بما ان حياة الاخوان كانت مضطربة منذ المراهقة , كان ايريك يذهب الى معالج نفسي اسمه “جيرومي اوزيل” حيث انقطع عن الذهاب اليه بعد جريمة قتل والديه , تواصل المعالج النفسي اوزيل مع ايريك بعد فترة قصيرة من جريمة القتل وبدأ ايريك في الاجتماع معه مجددا , وسرعان مااعترف ايريك بقتله لوالديه . استمرت الجلسات بين المعالج والاخوان مينينديز ليسجل اعترافهم كاملا على شريط بأنهم قتلوا والدهم ليخلصوا امهم من بؤسها.
استغرقت معرفة ما اذا كانت الاشرطة التى تحتوي على الاعترافات تندرج تحت امتياز الطبيب والمريض بحفظ الخصوصية مهما كانت , او مقبولة كدليل في المحكمة عامين كاملين , مع تطاير الدعاوي القضائية والاستئنافات ذهابا وايابا بين الادعاء ومحامي مينينديز, اخيرا قضت المحكمة بأن بعض الاشرطة مؤهلة للاستخدام في المحاكمة.
غير قادرين على اثبات براءتهم ادعى لايل و ايريك بأن والدهم كان يضغط عليهم بتوقعاته العالية ويسئ لهم عاطفيا ويتحرش بهم جسديا , وكان ادعاء مليئا بالاوصاف الرسومية الدقيقة التي صدمت الامة و الاصدقاء وافراد العائلة ايضا .
النطق بالحكم :
جادل محاميهم ، “ليزلي أبرامسون” بأن تصرفات ايريك ولايل مينينديز كانت دفاعا عن النفس بعد نشأتهم في هذة البيئة العنيفة والصادمة , هاجم الدفاع ايضا كيتي والدتهم بأنها مدمنة على الكحول والمخدرات وزوجة محطمة وام عديمة جدوى . استغرقت المحاكمة الاولى 4 شهور واسفرت على اختلاف المحلفين وعدم قدرتهم على الاتفاق ان كان الاخوان مذنبين ام تصرفوا دفاعا عن النفس , مما ادى الى اعادة المحاكمة .
جرت المحاكمة الثانية عام 1995 حيث شهد شخص للدفاع هذة المرة واخبرهم بأن الدكتور اوزيل تلاعب بالاخوان ليعترفوا . فشل الجهد وادين كلا من ايريك و لايل مينينديز بارتكاب جريمة قتل من الدرجة الاولى وحكم عليهم بالسجن المؤبد دون عفو مشروط .