في أيلول 1972، انفجر 4000 لغم بحري أمريكي حول فيتنام الشمالية دفعة واحدة دون سبب… استغرق الأمر عدة سنوات لاكتشاف السر!
كانت الألغام موضوعة بشكل استراتيجي لتنفجر عند اقتراب سفينة منها، لكن أي سفينة لم تتسبب بانفجارها… إذاً من السبب؟ لقد كانت الشّمس!
التوهج الشمسي هو ثوران شديد للإشعاع من سطح الشمس ناتج عن تفاعلات المجالات المغناطيسية القوية داخلها. يمكن أن يتبعه قذف كتلة إكليلية (CME) وهي عبارة عن سحابة مغناطيسية من الجسيمات المُشعة التي يتم قذفها من الشمس إلى الفضاء. على الرغم من أن الشمس تبعد حوالي 93 مليون ميل عن الأرض، إلا أن الكتل الإكليلية المقذوفة العادية يمكنها القيام بالرحلة في يوم أو يومين فقط.
خلال عاصفة عام 1972، اندفعت سحابة ممغنطة ومشعة باتجاه الأرض ووصلت في 14.6 ساعة فقط، وهو رقم قياسي لا يزال قائماً حتى يومنا هذا! تم غمر أجهزة الاستشعار والمراقبة في جميع أنحاء الأرض بجُزيئات مشحونة أدت إلى تعطل المقاييس.
كما تسبب تفاعلها مع الغلاف المغناطيسي للأرض في حدوث شفق قطبي في مناطق بعيدة عن القطبين، لدرجة أنه شوهد في اسبانيا! كما تسببت بما يساوي عامين من التآكل للأقمار الاصطناعية، ولو كان هناك اي انسان موجود في الفضاء حتى داخل مركبة كان الإشعاع كافياً لقتله.
بالعودة الى الألغام البحرية، فقد تم تفعيلها مغناطيسياً. حيث تراقب المستشعرات الموجودة داخل اللغم باستمرار المجالات المغناطيسية حولها، والتي سيتم تغييرها عندما تدخل سفينة بالقرب منها.
كانت القوة الهائلة للعاصفة الشمسية عام 1972 كافية لتشويه المجال المغناطيسي للأرض وكانت أيضًا قوية بما يكفي لتفجير الألغام حول شمال فيتنام.
عام 1990، درست “ديلورس كنيب” الارشيف العسكري لما حصل في تلك السنة، وبعد التعمق في الابحاث، وجدت أن تلك العاصفة الشمسية كانت اقوى بكثير مما كانو يعتقدون.
قدرت بأن قوتها مساوية لحدث كارينغتون عام 1859 حيث حصلت اقوى عاصفة جيومغناطيسية في التاريخ، في ذلك اليوم دُمرت آلات التلغراف في جميع انحاء العالم واشتعلت النار في اوراقها، كما حوّل الشفق القطبي الليل الى نهار لشدة سطوعه… كثيرون انذاك اعتقدو أنها نهاية العالم.