حريقٌ مهيبٌ نشب في منزل عائلة “سودر”، الأب والأم وأربعة من أطفالهم التسعة هم فقط من نجوا من الحريق، بينما لم يتمكن الأطفال الخمسة الباقون من النجاة.
وما يثير العجب أنّه وبعد السيطرة على الحريق، فشل الجميع في العثور على بقايا الأطفال، لا عظام ولا آثار ولا شيء على الإطلاق.
وبعد هذه الليلة القاسية، نشأت الكثير من النظريات حول مصير أطفال عائلة “سودر”، وظلّ الناجون من العائلة طيلة حياتهم حتى يومنا هذا يبحثون عن الخمسة المفقودين.
ماذا حدث لأطفال عائلة “سودر” في ليلة الميلاد؟
في ليلة عيد الميلاد عام 1945، في منزل خشبي من ثلاثة طوابق ضمن مزرعة ريفية في مدينة فايتيفيل ضمن ولاية فرجينيا – الولايات المتحدة الأمريكية، كانت عائلة “سودر” المؤلفة من الأب والأم وتسعة أطفال قد احتفلت بليلة عيد الميلاد وخلد الجميع إلى النوم.
وخلال فترة وجيزة استيقظت الأم واشتمّت رائحة الدخان والحريق، صرخت خائفة في وجه زوجها لإيقاظه، ونهضوا مسرعين لإنقاذ الأولاد، تمكن الوالدان من إنقاذ الأطفال الأربعة الذين كانوا في نفس الطابق، ولكن محال إنقاذ الأطفال الخمسة الآخرون في الطابق العلوي، فالنار قدر التهمت الدرج المؤدي إلى الأعلى وكامل غرف النوم وحولت المنزل إلى جحيم حقيقي.
في الطابق الأرضي حاول الوالدان الاتصال بالإطفاء ولكنّ الهاتف لم يعمل، على الرغم من أنّه كان يعمل بشكل طبيعي سابقاً!
خمسة أطفال من عائلة “سودر” اختفوا خلال الحريق
الأب جورج أصابه اليأس، ولكنّه تسلق الجدار الجانبي للمنزل حافي القدمين سعياً لفتح النافذة الزجاجية في العلّيّة وإنقاذ أطفاله، نادى لأحد الأطفال ليُحضر له السلّم، ذهب الطفل مسرعاً إلى خلف المنزل لإحضاره، ولكن السلّم لم يكن في مكانه!
فوراً توجه الأب إلى الشاحنتين اللتين يملكهما في محاولة منه لإحضار واحدة منها إلى تحت النافذة والصعود من سطح الشاحنة إلى العلّيّة، ولكن لم تقلع ولا شاحنة منهما! على الرغم من أنّ الشاحنتين كانتا تعملان بشكل طبيعي قبل الحريق.
الأمور لا تسير على ما يرام أبداً في ذلك اليوم المثير للذعر!
الناجون الستة من عائلة “سودر”، الأب والأم والأطفال الأربعة ظلّوا عاجزين عن فعل أيّ شيء، وشاهدوا الحريق وهو يلتهم منزلهم حتى تحول خلال ثلاث أرباع الساعة إلى لا شيء!
بعد فوات الأوان وصل رجال الإطفاء
في الساعة الثامنة صباحاً وصل رجال الإطفاء وكان منزل العائلة “سودر” قد دُمّر تماماً، بحث رجال الإطفاء عن الأطفال الخمسة ولكن لم يعثروا على بقايا لهم، لا شيء أبداً ولا حتى عظم واحد فقط!
واحد من رجال الإطفاء كان أخَ الأم “جيني سودر” وترتب عليه أن يخبرها أنّهم لم يعثروا على بقايا.
كلمات رجل الإطفاء وضعت الأب والأم في حيرة من أمرهم، وقالوا في أنفسهم: لو كان الأطفال في المنزل المشتعل كان ينبغي أن نعثر على بقايا لهم.
وفقاً لبيان آخر فقد تمكّن رجال الإطفاء من العثور على عظم وأعضاء داخلية لجسم الإنسان، ولكن لماذا لم يذكروا ذلك؟ ربما من أجل عدم التسبب بالمزيد من الألم والإزعاج للوالدين، أو ربما ذكروا ذلك ولكن لم يصدّق الأب والأم كلامهم.
في تاريخ 30 كانون الأول/ديسمبر مُنح الوالدان خمس شهادات وفاة، كتب عليها سبب الوفاة هو الاختناق من دخان الحريق، وكانت الجنازة في تاريخ 2 كانون الثاني/ يناير، شارك الأطفال الأربعة في الجنازة ولكن الأب والأم امتنعوا عن الحضور.
آلاف النظريات حول مصير أطفال عائلة “سودر”
حقّق رجال الإطفاء وبحثوا عن سبب الحريق، وبعد تحقيق سريع أصدر قسم الإطفاء بياناً بأنّ سبب الحريق هو مشكلة في الكهرباء.
لم يقبل الأب جورج بهذا التقرير، وأكّد أنّه يفحص أسلاك الكهرباء في المنزل بشكل دوريّ وقد تأكّد من سلامتها منذ فترة قصيرة.
الكثير من النظريات نشأت حول هذه الحادثة، وبدأت النظريات المختلفة تتناقل على ألسنة سكان المنطقة، واحدة من هذه النظريات قالت بأنّ المافيا الإيطالية هي من خطفت الأطفال الخمسة بغية الانتقام من الأب جورج الذي انتقد القائد موسوليني والحكومة الإيطالية الفاشية.
نظرية أخرى كانت تقول أنّ الأطفال ربما كانوا ضحية لواحدة من شبكات التبنّي غير القانونية، وعلى الرغم من كثرة الشائعات إلّا أنّ الوالدين فضّلا الاعتقاد والإيمان بأن أطفالهم على قيد الحياة.
ومن جهة أخرى تساءل الأب جورج: ما دام سبب الحريق مشكلة في الكهرباء لماذا كانت أضواء شجرة الميلاد تعمل أثناء الحريق؟ والسلّم الذي دائماً ما يكون في مكانه لماذا كان على بعد 23 متراً من المنزل؟ ولماذا تعطّل الهاتف فجأة؟
تمت الإجابة عن معظم هذه الأسئلة لاحقاً، ولكن ظلّت عائلة “سودر” تؤمن أنّ الأطفال في مكان ما على قيد الحياة.
وفي وقت لاحق صرّح الابن الأكبر لعائلة “سودر” أنّ سيارة غريبة فيها ناس غرباء كانت تقف قرب المنزل قبل أيام قليلة من الحادثة.
هل الأسرة كانت تعاني من ذهان ومشاكل نفسية؟ أم كان هنالك خطة تستهدف الأطفال؟ هل من الممكن أن يكون الأطفال قد اختطفوا وهم الآن على قيد الحياة؟ أين هم أطفال عائلة “سودر”؟
أسئلة كثيرة بدون إجابة حتى يومنا هذا